لكل شعب ألعابه الخاصة التي يبتكرها للتسلية والترويح عن النفس ، وتاريخ شعب الإمارات وجغرافية الدولة والطبيعة الصحراوية واشتغال الناس بالغوص والرعي كلها عوامل وأسباب يمكن أن نجدها بسهولة في الألعاب الشعبية السائدة ،أو التي كانت سائدة ، ومعظم هذه الألعاب انقرض أو أخذ طابعاً عصرياً ، بدخول الآلة وتوافر الإمكانات وتغير أنماط الحياة
وقد استطاعت لجنة التراث في مدرسة زايد الأول الثانوية بالعين استقصاء العديد من تفاصيلها وهي على التوالي : (محينيو) ،(الحلة) ،(الكرابي) ،(اللبيدة) ،(التبة) ،(عظيم لواح) ، (الصقلة) ، (الحالوسه) ، (الخاتم) ،(معيجيل يربه) ،(الدرفانة) ،(شنكعانة) ،(الطـرة) .
وفيما يلي بعض الإيضاحات عن هذه الألعاب التي رأينـا الإشارة إليها بشيء من التفصيل في إطار الرغبة في المحافظـة عليها :
محينيـو :
تقوم هذه اللعبة على العنف ، وقد يتأذى منها اللاعبون ، ومع ذلك تعتبر من الألعاب الشعبية المحببة للصغار والكبار على حد سواء وأساس اللعبة أن يقوم أحد اللاعبين عن طريق القرعة أو التبرع بربط (رجله) بخيط أو بحبل متين ويربط الطرف الثاني من الحبل بوتد مغروس بالأرض أو بثقل يمنع الحركة بحيث تقتصر حركة اللاعب الـمربوط من رجله على المسافة التي يوفرها لـه الخيط أو الحبل ، وبعد ذلك يقوم اللاعبون ويتراوح عددهم من أربعة إلى عشرة بالالتفاف حول اللاعب المربوط في محاولة (لصكه) أي لضربه بأرجلهم ولا يجوز أبداً استخدام اليد ، ويردد اللاعبون خلال هذه العملية الأغنية التالية محينيو أم البصابص، محينيو الحوض يابس ) وعلى اللاعب المربوط أن يرد برجله أيضاً ضربات اللاعبين فإذا استطاع أن يلمس أحد اللاعبين فك رباطه وحل ذلك اللاعب محله وهكذا .
ولا نعرف على وجه التحديد سبب تسمية هذه اللعبة بهذا الاسم ولكن الذي نعرفه تماماً أن اللمس بالأيدي يعتبر عيباً في هذه اللعبة،كما أن ترديد الأغنية المذكورة يشحن اللاعبين بالحماس ويعطي اللعبة العنف المطلوب .
الكـرابي :
قد يقوم لاعبان فقط بهذه اللعبة التي تعتمد على قوة عضلات الساعد الأيسر ، إلى جانب القدرة على التوازن وحفظ الجسم معلقاً على رجل واحدة وأساس اللعبة أن يمسك كل لاعب رجله اليسرى من الخلف بيده اليمنى ويقفز اللاعبان على رجل واحدة هي اليمنى في مواجهة بعضهما ،(ويتدافعان) بالسواعد اليسرى فقط، فمن وقع خسر الجولة ، ومن استعمل يده اليمنى خسرها أيضاً ، وفي هذه الحالة يحل محل الخاسر لاعب أخر وهكذا ، وغالباً ما يلتف المشتركون حول اللاعبين للتحميس والإثارة وتكون الأرض التي يلعبان عليها ممهدة لا عوائق فيها اللبيــدة :
يسمونها في بعض البـلاد العربية (الغماية) أو (الاستغماية) وأساسها أن (يلبد) أو (يختبئ) أحـد اللاعبين في مكان قريب من ساحة اللعب ، ويردد اللاعبون خلال عملية البحث أصواتاً مثل (كرو كرو كرو ) إلى أن يتم اكتشاف اللاعب المختبئ فيطاردونه ,(يصكونه) أي (يضربونه) وهكذا ..
وغالباً ما تعتمد هذه اللعبة على ذكاء اللاعب المختفي وامتحان قدرته على التمويه والاختفاء ، وذكاء اللاعب أو مجموعة اللاعبين الذين يكتشفون المختبئ بعد تكهن مكانه وتخمين الزاوية التي يمكن أن يختبئ فيها .
التبـــة :
يمكن أن تشبه هذه اللعبة بكرة المضرب فالتبة عبارة عن كرة بحجم التنس الأرضي، تصنع من التمر الجاف ، الملفوف بقطع من الخيش أو الخيوط القوية لمنعها من التناثر ، ويستخدم إلى جانب التبة أو كرة التمر (المسطاع) أو (الجدفة) وهو بمثابة المضرب ، يوجد في العادة من الطرف القوي لسعف النخيل، لأن أحد أطرافـه عريض والأخر ضامر وهذا يساعد في مسكه ويكون الطرف العريض مناسباً جداً لضرب الكرة .
وأساس اللعبة أن يلعبها فريقان (أ) ، (ب) لا يقل عدد كل فريق عن ثلاثة لاعبين وبعد أن يتم إجراء القرعة بين الفريقين يقوم الفريق صاحب الحظ بمسك (المسطاع) بينما يقف الفريق الآخـر على بعد (200) إلى (300)متر ، على أن يتفرق أفراده على امتداد ساحة العب لتغطية المساحات ـ، ويقف أحد أعضاء الفريق (ب) بجانب اللاعب الخصم الذي يمسك بالمسطاع حتى ترفع لـه الكرة ليضربها ، فإذا وفق بضربها إلى أعلى بمسطاعه ، ولم يتمكن أفراد الفريق الخصم من الإمساك بالكرة قبل أن تسقط على الأرض تسجل نقطه لصالحه ، أما إذا استنفد حقه في الضربات الثلاث دون أن يتمكن من إصابة الكرة يقال (مات اللعب ) فيأتي الفريق (ب) ليحل محل الفريق(أ) ويتولى بكرة الضرب ، ويلاحظ أن اللاعب إذا ما تمكن من ضرب الكرة وكانت الكرة بعيدة ، فعلى رفاقه المحيطين به الذهاب إلى (الهول)-أي المدى- فيقفون هناك حتى يقوم بضربته التالية التي إذا أمسك بها أحد اللاعبين من الفريق الثاني دون أن تسقط على الأرض (مات اللعب ) ، وهكذا يدور اللعب بين الفريقين وغالباً ما يكون الوقت عصراً .
عظيـم لـواح :
أساس هذه اللعبة يقوم على ربط عظمة من وسطها بحبل طويل ثم يلوح اللاعب بالعظمة في الهواء وجموع اللاعبين يرددون (عظيم لواح) وحين (يفرها) أو يقذف بها إلى أعلى يتراكض اللاعبون للامساك بالعظمة يقوم هو (يفرها) من جديد وهكذا .
وتعتمد هذه اللعبة على قوة عضلات اللاعب الذي يقذف بالعظمة إلى أعلى ، وتحتاج من اللاعبين إلى سرعة في الركض ، وفطنة في المتابعة ، وتوقع المكان الذي ستلوح به العظمة ، وفي هذه الحالة يجب اختيار العظمة بعناية حتى تكون ذات ثقل يمكن معه قذفها إلى أعلى .
الصقـلة :
يسمونها في بعض الدول العربية "الزقطة"وأصلها خمس حصيات مختارة ومنتقاة بعناية، لا تزيد حجم الواحدة على حبة الفول، وتكون في الغالب ملساء ،ويتكون اللاعبون من اثنين ، أو أربعة ، حيث يقوم كل لاعب برمي حصاة واحدة في الجو ثم يلتقط الأربع بسرعة قبل أن تسقط الخامسة ، ثم يلتقط اللاعب كل حصاة على حده بعد أن يلقي بواحدة في الجو، ليلتقطها قبل أن تسقط ثم يقوم بمحاولة قلب يده بسرعة بشرط أن يتلقى بظهرها الحصيات ، ليختار بعد ذلك اللاعب المنافس "عروسته" أي الحصاة التي يريدها ، وتكون في الغالب في مكان صعب على ظهر كف اللاعب الذي يجب أن يقوم بحركات متوازنة بكفه ، يسقط معها الحصيات ، باستثناء "العروسه" التي يجب مسكها بين إصبعين ، وهكذا .. وكلما أخفق اللاعب في خطوة انتقل اللعب للفريق المنافس ، وحين يعود إليه اللعب مرة أخرى يبدأ من حيث أخطأ .
الحالـوسـة :
يمكن أن نسميها " الحواليس" وبعضهم يسميها "أم السبع" وهي لعبة تحتاج إلى ذكاء ومهارة وصبر ولعلها تميز عن كل الألعاب الشعبية بتوفر كل هذه الصفات لها ، مع ملاحظة أنها لا تعتمد أبداً على قوة العضلات أو السرعة في الركض كما هو الحال بالنسبة لغيرها .
تحتاج هذه اللعبة للاعبين فقط مع مجموعة من الحصى أو من البعر إلى جانب "28" حفرة صغيرة تتوزع على شكل زوجين من الصفوف ، كل زوج يتكون من صفين ، وكل صف فيه سبع حفر ، وكل حفرة فيها حصاة واحدة ، أو بعرة جمل واحدة كما هو مبين في الشكل .
الخـاتم :
هي لعبة معروفة في معظم الدول ، وأصلها أن يخفي اللاعب في يديه خاتماً ، ثم يطلب من لاعب آخر أن يكشف اليد التي يخفي فيها الخاتم فيردد الخصم الأغنية التالية "خنيصري ،دلني، منذي ،ليذي ، والخوخ والرمان ، كله فيك ياذي " ، وتكون الكلمة الأخيرة "ياذي " بمثابة الإشارة إلى اليد التي تخفى الخاتم ، فيقوم اللاعب بفتح يده ، فإن كـان الخاتم فيها خسر اللعبة، وانتقل الخاتم للخصم ، وهكذا ، ويمكن أن يردد اللاعب أغنية أخرى ، هي" عكرة ، بكرة، قلي ، ربي ، عد للعشرة ، واحد ، اثنين، ثلاثة ، أربعه، خمسه، سته ،سبعة، ثمانية ، تسعة ، عشرة "وتقوم كلمة عشرة هنا مقام كلمة "ياذي " في الأغنية الأولى .
ومن الملاحظ أن الأغنية الثانية هي السائدة في معظم الدول العربية .
معيجيـل يـربه :
تستخدم في هذه اللعبة "غطرة" تلف وتبرم وتربط بشكل يجعلها قريبة الشبه بالسوط ، ويمكن استخدامها كأداة للضرب والجلد ، ثم توضع تحت قدم اللاعب الذي يربط رجله بحبل "على طريقة لعبة المحينيو " وعلى اللاعبين بذل محاولات لأخذ الغطرة من تحت رجل اللاعب الحارس لها، والمربوط من رجله، وإذا تمكن أحد اللاعبين من لمس اللاعب الرئيسي برجله ، أمسك هذا بالغطرة وحاول " صكهم" أي ضربهم ، فإذا نجح في إصابة أحدهم ، ربط المصاب مكانه وهكذا ، ويلاحظ أن هذه اللعبة لا تختلف كثيرا ً عن لعبة "المحينيو" ولكن الجديد فيها استخدام "الغطرة" أو "المعيتشيل" كما يسميها اللاعبون للضرب والجلد ، ومن الملاحظ أن هذه اللعبة تقوم على العنف ، وقد يتأذى منها اللاعبون .
شـنكعانة :
وهي لون آخر من ألوان "الأرجوحة " العصرية وأساسها لوح عريض من الخشب ، يرتكز من وسطه على ارتفاع ثابت أو على برميل ويجلس اللاعبان ، كل واحد منهما على طرف ، ويأخذان بالتوازن في حركات ممتعة ، ويتطلب الأمر أن يتفق اللاعبان في الوزن ، وفي القدرة على التحمل أيضاً .
الطــرة :
وهي لعبة شـبيهة بالتبـة ولكنها تستبدل كرة التمر بقطعة من الخشب يبلغ طولها حوالي 15سم وتضرب هذه القطعة بمسطاع ، أي بجع من النخيل يشبه المضرب المعروف ، ويطلب من أعضاء الفريق الإمساك بقطعة الخشب ضمن "الهول" وهي منطقة اللعب ، أما إذا أخفق أعضاء الفريق في الإمساك بالقطعة الخشبية فن اللعب ينتقل للفريق الآخر وهكذا .
ومن الألعاب الشعبية الأخرى العديدة التي نجح (عبيد الصندل) الباحث الشعبي في حصرها وهي كثيرة ومتنوعة ما يلي :
" الخشاش" يطبـح و" البسر" يتعلق :
وهي لعبة شعبية مثيرة وصاخبة يلعبها الفتيان والفتيات على حد سواء ومن سن 8 إلى 16 سنة واسم هذه اللعبة مشتق من البيئة حيث يكثر النخيل .. و"البسر" هو الذي تكون منه الرطب ثم يتحول إلى تمر "الخشاش" هو النوع غير الناضج ويكون خالياً من البذرة وخفيف الوزن وعندما يجف يكون على شكل قشرة منفوخة ونظراً لسهولة تحلل "الخشاش" وسقوطه عرفت اللعبة بهذا الاسم .. فاللاعب الذي لا يستطيع مجاراة اللاعبين والصمود حتى النهاية يكون مثل "الخشاش" أما الذي يواصل فيكون مثل "البسر" .
وتبدأ هذه اللعبة بأن يتماسك اللاعبون بالأيدي بشكل جيد الكف بالكف والأصابع متشابكة، ثم يبدءون بالدوران يميناً ويساراً بشكل متواصل ,بسرعة ويحاول كل لاعب جر اللاعب الآخر الماسك بيده محاولاً الإسراع وإيقاعه، وفي حال وقوع أي لاعب أو تركه ليد رفيقه يخرج من اللعبة، وهكذا حتى يتبقى لاعبان اثنان، وفي هذه الحالة يمكن للحكم اعتبارهما فائزين أو أن يقع أحد اللاعبين ويكون أحدهما هو الفائز .
ويـردد اللاعبون أثناء هذه اللعبة وبشكل متواصل : الخشاش يطيح والبسر يتعلق .
تحياتي .... طبعي جنوني ... اتمنى الردود منكم